لغات سوريا: اللهجات، اللغات المهددة والهوية الثقافية
استكشف خريطة اللغات في سوريا: لهجات الشام، الكردية ولغات الأقليات، جيوب الآرامية المهددة وتأثير النزاع على استمراريتها.
مقدمة — تعدد لغوي متجذر في التاريخ
تتبوأ اللغة العربية موقع الصدارة في الحياة الرسمية والتعليم، بينما تتنوع في الكلام اليومي لهجات محلية كثيرة تصف الفروق الإقليمية والاجتماعية. إلى جانب العربية توجد لغات أقليات قديمة: الكردية، الآرامية المعاصرة، الأرمنية، التركمانية، الشركسية وغيرها — لكل منها دور في تحديد هوية مجتمعاتها.
لفهم مشهد اللغات في سوريا يجب تتبع تداخل اللهجات واللغات التاريخية والممارسات الدينية والتوزع الجغرافي لسكان المدن والريف.
اللهجات العربية: طيف متواصل من الشام إلى الجزيرة
تُعدّ اللهجات الشامية (التي تتضمن لهجات دمشق وحمص وحماة وحلب والساحل) وعلى الطرف الآخر اللهجات الميسوبوتامية في الشمال‑الشرقي قالباً للتحدث اليومي. اللهجات تختلف في نبرة النطق، مفردات محلية وعناصر ثقافية؛ ومع ذلك فالتفاهم المتبادل يبقى واسعاً بين معظم المتحدثين السوريين.
- لهجة دمشق: تُعدّ مميزة بنغمتها وتعتبر ذات صيت اجتماعي.
- لهجة حلب: تُعرف بصفات صوتية ومفردات محلية مميزة.
الآرامية الحديثة واللغات المهددة
تُحافظ بعض القرى الجبلية (مثل معلولا وجبعدين والبخعة) على أشكال من الآرامية الغربية المعاصرة. هذه اللهجات تُعتبر بقايا لغوية تاريخية ويتم وصفها بأنها مجتمعات لغوية صغيرة ومعرَّضة للخطر مع موارد حيوية محدودة للحفاظ على الانتقال بين الأجيال.
كما أن النزاع والسفر والتهجير يؤثرون مباشرة على قدرة هذه المجموعات على نقل لغاتهم لليافعين؛ تقارير إعلامية وميدانية خلال 2024–2025 سجلت مخاوف السكان المحليين بشأن بقاء اللغة في مناطقها التقليدية.
لغات الأقليات الأخرى: الكردية، السريانية والتركمانية
يتحدث كثيرون في شمال‑شرق سوريا الكردية (غالباً بلهجة الكرمانجية) كلغة يومية، وتحتفظ المجتمعات السريانية/الآشورية بأنواع آرامية أخرى مثل التورويو (Sūrayṯ) التي تُصنّف كلغة هشة/عرضة للخطر مع وجود شبكات دعم في الشتات.
القرى والمناطق التي يتحدّر منها التركمان والأرمن والشركس وغيرهم تحتفظ بعناصر لغوية خاصة، وتختلف درجة الدعم المؤسساتي والتعليم الممنوح لها.
خاتمة: ما الذي يساعد على استمرارية اللغة؟
البقاء اللغوي يعتمد على الاستقرار الاجتماعي، تعليم اللغة داخل الأسرة والمدرسة، ودعم المؤسسات الثقافية والدينية. بينما دمرت موجات النزوح والبُنى التحتية الثقافية جزءاً من المنظومة، إلا أن الشتات الرقمي والمنتديات المجتمعية قد تساعد في عمليات التوثيق وإعادة الإحياء إذا تضافرت مبادرات محلية ودولية مدروسة.
نصيحة عملية: توثيق الأحاديث والقصص بالتراضي مع المجتمعات المحلية، دعم مشاريع تعليمية ثنائية اللغة، واحترام حساسية تسجيل وتداول المواد اللغوية.