الملابس السورية التقليدية ونماذج النسيج: السجاجيد (الكيليم، القفطان وتراث التطريز

مقدمة: تراث نسيجي حي في سورياتشكل فنون النسيج في سوريا — من الكيليمات المسطحة إلى القفاطين المطروزة والتطريزات الإقليمية — جزءاً لا يتجزأ من الذاكرة الثقافية. لا تُعدّ هذه القطع مجرد أدوات عملية، بل هي لغة بصرية تعبّر عن الانتماء والمكان والحالة الاجتماعية والتقاليد الطقسية. يتناول هذا المقال الأشكال الأساسية والمواد والزخارف والتقنيات مع إبراز فروقات المناطق وجهود الحفاظ.

الكيليم وطقوس الحياكة: مواد وزخارف وتقنياتالكيليم هو نسيج مسطح يُنتَج في القرى ومخيمات البدو، ويُستخدم كسجادة أو كسقف داخل الخيام أو كغطاء للأثاث. السمات الأساسية تشمل:المواد: صوف محلي للوترين وضمن البياض؛ وفي بعض الحالات يُستخدم القطن أو الحرير للتفاصيل.الأصباغ: صبغات طبيعية تقليدية: جذر المادِر للأحمر، الأنيليون/النيلي للأزرق، والقشرة والجوز للبني.التقنية: نَسج بـ "شِقّ النسيج" (slit‑tapestry أو نَسج عادي على نول قائم أو أفقي، مما يسمح بزخارف هندسية متقنة.الزخارف: أنماط هندسية، ورود، نجوم، وطائرات مبسّطة؛ وتحمل رموزاً للحماية والخصوبة.تُعدُّ دراسات الكيليم مورداً لفهم التبادل التجاري والحركة الثقافية بين مناطق الشام.

القفطان والتطريز: لباس المدينة ولباس العرسيتراوح الزي السوري بين القفاطين الحضرية المزخرفة والملابس المطرزة في الريف والبدو. السمات الرئيسة:القفاطين: تُصنَع من أقمشة فاخرة مثل الحرير والمخمل والبرقوق، وتزدان بِحَواشٍ وخيوط ذهبية أو فضية، وتدلّ غالباً على الوضع الاجتماعي.التطريز الريفي: يعتمد على تقنيات متنوعة: التطريز الصليبي، غرزة السَتَّان، وغرز التثبيت (couching، مع لوحات زخرفية كثيفة غالباً ما تُستخدم في الفساتين والعباءات والأقمصة المهرية.الرموز الشائعة: الرمان والنخلة والسرو كدلالات على الحياة والخصوبة، مع طيور وشموس للحماية والبركة.الاستخدام الطقسي: تشكّل أجزاء المهر والزي العرس جزءاً مركزياً من الممارسات الاجتماعية، وتُستخدم ألوان وزخارف تحدد الأصل والمنطقة. وفي السنوات الأخيرة، ساهمت مبادرات التوثيق وإحياء الحرف في إبقاء بعض هذه المهارات حية رغم التحديات.